دورس التفاوض الأمريكي مع حركة طالبان

أعطت حركة طالبان الأفغانية درساً مهماً ليس فقط للجماعات الجهادية، بل لحركات التحرير التي تُقاتل المستعمر الأجنبي. فبعد تسع جولاتٍ من المفاوضات مع الأمريكان لم توقف الحركة هجماتها ضدهم والتي كان آخرها هجوم الأربعاء الذي سبق المفاوضات بيومٍ واحدٍ وأودى بحياة جنديين أمريكيين وجرح آخرين، فضلاً عن الأنباء التي تتحدث عن هجومٍ آخر نفذته الحركة ليلة البارحة وأدى لمقتل تسعة جنود حسب مصادر غير رسمية.

وفي خضمٍّ ذلك، اتفقت الولايات المتحدة مع حركة طالبان على فترةٍ انتقالية تدوم 14 شهراً وتشكيل حكومةٍ انتقالية تشغل الحركة فيها وزاراتٍ سيادية.

وسيُنهي إتفاق حركة طالبان مع المحتل الأمريكي وجود أكثر من 13 ألف جندي أمريكي سينسحبون وفق جدول زمني تم الاتفاق عليه، يكون متبوعاً بإلتزام الحركة بوقف إطلاق النار أو على الأقل تخفيض عدد الهجمات. لكن ذلك لن يتم قبل البدء في انسحاب قوات الاحتلال.

العبرة في مفاوضات طالبان مع الأمريكيين أنها لم ترمِ السلاح جانباً وتهرول للقاء الأمريكيين، بل واصلت التفاوض في الجولات التسع التي احتضنتها الدوحة ويدها على الزناد تقاتل الجيش الأمريكي تحديداً وقوات الناتو عموماً المتواجدة بالبلاد منذ 18 سنة دون تحقيق أي هدف اللهم دحر طالبان بالقوة من السلطة سنة 2001 وإعادتها إليها بالتفاوض سنة 2019.

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*