طبيعة عمل المفارز الأمنية لتنظيم « الدولة الإسلامية » في ليبيا

يعتمد تنظيم « الدولة الإسلامية » حالياً في ليبيا على المفارز الأمنية أكثر من اعتماده على كتائبه العسكرية في معركة إثبات وجوده في ليبيا. وتنقسم العمليات الاستخبارية والهجومية للمفارز الأمنية إلى قسمين:
1- المخطط التكتيكي: تعمل المفارز الأمنية هنا بالتنسيق مع الكتائب العسكرية، ويكون الهدف اختراق صفوف الخصم بالمدن وتنفيذ عمليات تستهدف المقرّات الأمنية، العسكرية، الإدارية، غرف قيادة وتنسيق العمليات وغيرها من المنشآت الحساسة. ويسعى التنظيم من خلال ذلك إلى إشغال الخصم يتحصين ظهره وارباكه، ريثما تنقض الكتائب العسكرية على خطوطه الأمامية. ويتم تنفيذ المخطط التكتيكي عن طريق إرسال مفارز أمنية متخفية لها هدف محدد وواضح أو بواسطة تفعيل الخلايا النائمة أو تجنيد مخبرين في صفوف الخصم سواءً عن طريق الإغراءات أو التهديد أو غيرها من الأساليب. وتعتمد المفارز الأمنية في هذه الحالة على أسلوب المباغتة أو مفاجأة الخصم. ولا تستميت المفارز الأمنية في الدفاع عن المدن التي تتم مهاجمتها في حال سقوطها في هجوم مفاجئ كما حدث في بلدة الفقهاء في التاسع من أبريل الماضي أو الهجوم على الحقول النفطية في زلة في 18 مايو الماضي أو حقل الزويتينة في العاشر من الشهر الجاري. وتسعى المفارز الأمنية حالياً بشكلٍ حثيث إلى تنفيذ هجومٍ مباغت على مدينة سبها بعد استهداف المدينة بالعديد من العمليات لعل آخرها الهجوم على مقر الجيش وقتل تسعة من عناصره شهر مايو الماضي.
2- المخطط الإستراتيجي: في حال لم تتمكن المفارز الأمنية للتنظيم من تنفيذ المخطط التكتيكي، فإنها تلجأ للإستراتيجي. ويستهدف هذا المخطط المدن والحواضر الأكثر تحصيناً، عكس التكتيكي الذي ينفذ في المناطق الرخوة أمنياً. وتقوم المفارز الأمنية هنا بعملية استنزاف طويلة الأمد بواسطة قطع طرق الامداد العسكرية للخصم أو الهجوم على مقرّاته القيادية المحصّنة واستهداف شبكات المواصلات والاتصلات والكهرباء وضرب عوامل صموده حتى الارهاق، حينها تتمكن قوة صغيرة العدد نسبياً من مهاجمة المدن التي أصبحت هشةً داخلياً بفعل عملية الاستنزاف والخلخلة التي نفذتها المفارز الأمنية على مدى أشابيع أو شهور. هذا الأسلوب يتّبعه التنظيم بشكل جزئي في طرابلس أو حتى في العديد من مدن الجنوب الليبي كبلدة غدوة أو مدينة الفقهاء أو مرزق أو غيرها.
ولا يقتصر عمل المفارز الأمنية على العمل العسكري، بل يتعدّاه إلى ما هو استخباري أو في إطار الحرب النفسية كترصِّد وتببع بعض الشخصيات قبل تنفيذ عمليات الاغتيال أو جمع المعلومات أو نشر الشائعات وبث الرعب في صفوف الجنود والناس على حد سواء.

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*