يُسلط تحقيق "العربي الجديد" الضوء على تناقضات صارخة. محررو الموقع المفترضون - الذين يُقدّمون على أنهم محللون سابقون، أو مديرون تنفيذيون في مؤسسات دولية، أو ضباط سابقون - لا وجود لهم على الإطلاق. ملفاتهم الشخصية العامة معدومة أو شبه فارغة، وعناوين الاتصال المُقدّمة غير نشطة.
Tags : المغرب الصحراء الغربية الجزائر Sahel Intelligence حرب المخابرات الحرب الإعلامية
أُسدل الستار على إحدى الأدوات الرئيسية في الحرب الإعلامية التي يشنها المغرب على الجزائر. فقد أكد تحقيق دقيق أجرته « العربي الجديد »، وهي وسيلة إعلامية عربية متخصصة في التحقق من الحقائق، أن موقع « الساحل للاستخبارات(*) »، الذي يُفترض أنه مُخصص للقضايا الأمنية والجيوستراتيجية، ليس في الواقع سوى آلة تضليل تخدم الرباط. لسنوات عديدة، دأب « الساحل للاستخبارات » على العمل بشكل منهجي لتشويه سمعة الجزائر وجبهة البوليساريو، مُضاعفًا الشائعات والتلاعب. ثم تُردد وسائل الإعلام المغربية هذه الادعاءات، مُضفيةً مظهرًا من المصداقية على هذه المعلومات الكاذبة. الأسلوب مُتعارف عليه: نشر بيانات حقيقية حول مواضيع مُعينة لإدخال معلومات مُضللة تستهدف الجزائر بشكل أفضل. في وقت مبكر من عام 2024، كشف موقع « مسبار » للتحقق من الحقائق عن تلاعب صارخ: استُخدمت صور لحادث سيارة بسيط يعود تاريخه إلى عام 2016 لفبركة محاولة اغتيال ضد مسؤول جزائري رفيع المستوى.
يُسلط تحقيق « العربي الجديد » الضوء على تناقضات صارخة. محررو الموقع المفترضون – الذين يُقدّمون على أنهم محللون سابقون، أو مديرون تنفيذيون في مؤسسات دولية، أو ضباط سابقون – لا وجود لهم على الإطلاق. ملفاتهم الشخصية العامة معدومة أو شبه فارغة، وعناوين الاتصال المُقدّمة غير نشطة.
أما شركة « جي آي سي كونساي »، التي يُفترض أنها تنشر « استخبارات الساحل » من باريس، فقد كان مقرها في مرسيليا… قبل أن تُحلّ عام ٢٠١٠. مع ذلك، فإن اسم نطاق الموقع مُسجّل بالفعل في المغرب. ووفقًا لصحيفة « العربي الجديد »، تُجسّد « استخبارات الساحل » « عملية غسيل معلومات مُعقدة »، تتمثل في إنتاج روايات مُعادية للجزائر تُنشرها الصحافة المغربية لاحقًا.
ويؤكد هذه الاستراتيجية ريكاردو فابياني، القائم بأعمال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، الذي يُصرّح بأن الموقع « مستقلّ اسميًا، ولكنه واقعيًا تحت سيطرة المغرب ». حتى الذكاء الاصطناعي، الذي استشارته « TNA »، رصد تحيزًا صارخًا: « قد تُضرّ التحيزات المُؤيدة للمغرب بمصداقية استخبارات الساحل »، كما ردّت عدة أنظمة آلية.
بكشفه حقيقةَ آليات هذا الموقع، يؤكد التحقيق ما كان يشتبه به الكثيرون: التضليل الإعلامي أصبح سلاحًا مُستخدَمًا علنًا في الحرب الإعلامية التي تشنها الرباط على الجزائر والشعب الصحراوي.
أمينة ل.
(*) Sahel Intelligence
#Algerie #Maroc #SahelIntelligence #Guerre_mediatique