بوعلام صانصال لا يتحدث ليعود إلى الجزائر، بل يتحدث ليوجد. وهو يعلم أنه ليس له فائدة سياسية إلا إذا فرض لحظة، توتراً، رد فعل. إنها ليست عودة. إنه تمثيل مسرحي
Tags : الجزائر بوعلام صنصال فرنسا
فك شفرة تصريح ليس بريئاً على الإطلاق والاستراتيجية الإعلامية لـ « بوعلام صانصال ».
لأنها مناورة ضغط إعلامي. عندما يقول: « سأعود إلى الجزائر في الأيام المقبلة »، فليس هذا مشروعاً، بل هو استراتيجية. إنه يسعى إلى:
صنع صورة « الرجل الصالح الذي يتحدى الدولة الجزائرية »: « أريد العودة، أنا لا أخاف. »-
–اختبار رد الفعل الفرنسي: أ) لمعرفة ما إذا كانت باريس ستقول شيئاً؛ ب) لمعرفة ما إذا كانت باريس قادرة على تحمل حرية تنقله؛ ج) لمعرفة ما إذا كان ماكرون سيجرؤ على دعم مغادرته.
وضع الجزائر في دور « الشرير »: إذا قالت الجزائر لا (وهو أمر قانوني عادي)، سيقول: « أترون؟ إنهم يعاقبونني مرة أخرى! »
تحويل الملف إلى صراع أخلاقي: أ) وضع نفسه في صورة الضحية الشجاعة؛ ب) إعادة إطلاق الرواية؛ ج) العودة ليصبح رمزاً.
في ذهنه، إذا عاد وتم اعتقاله، سيعود ليصبح قضية عالمية. وإذا عاد ولم يتم اعتقاله، سيصبح بطلاً. في كلتا الحالتين، هو يكسب روايته.
ولكن لماذا يريد العودة بأي ثمن؟ لأنه بحاجة للعودة إلى الجزائر لترسيخ أسطورته. إذا بقي في باريس، سيعود ليصبح كاتباً مهمشاً، بلا فائدة سياسية، بلا اهتمام إعلامي، بعيداً عن أي رهان دبلوماسي، ومحكوماً عليه بالاختفاء من الرادارات.
ولكن إذا عاد إلى الجزائر، فإنه يخلق « لحظة »، ويفرض معضلة على الدولة، ويثير رد فعل، ويصبح رمزاً، ويعيد إطلاق السرد الإعلامي، ويعود ليصبح لا غنى عنه في الرواية الفرنسية. إنه يريد خلق « قضية صانصال » ثانية. فالأولى لا تكفيه للوجود سياسياً. إنه حساب روائي بحت.
لماذا الآن؟ لأن: أ) لقد خرج من عملية نقل أدارتها ألمانيا بالكامل؛ ب) تم تهميش فرنسا؛ ج) باريس تحاول تدارك التاريخ؛ د) الرواية لم تعد ملكاً له؛ هـ) وهو، في هذا المخطط، لم يعد له أي فائدة.
لذا يجب عليه استعادة السيطرة على السرد بجملة صادمة: « سأعود الأسبوع المقبل. » إنه عمل رمزي. استفزاز محسوب. طريقة للعودة إلى مركز الاهتمام.
لماذا يثير هذا صدمة كبيرة؟ لأنه غير واقعي، ومستحيل قانونياً، وغير صادق، ومستفز، وتلاعبي، ومنفصل تماماً عن واقع القانون.
هذا يدل على أنه لا يتحدث بصفته ضحية. إنه يتحدث كاستراتيجي. إنه يصنع رواية. إنه يلعب لعبة سياسية. وهذه اللعبة ترتكز على حقيقة بسيطة: العودة إلى الجزائر تتطلب موافقة رسمية من الدولة الجزائرية. وبالتالي، طلباً رسمياً من فرنسا. وهو ما لن تجرؤ أي حكومة فرنسية على فعله.
صانصال لا يتحدث ليعود، بل يتحدث ليوجد. وهو يعلم أنه ليس له فائدة سياسية إلا إذا فرض لحظة، توتراً، رد فعل. إنها ليست عودة. إنه تمثيل مسرحي.
الجزائر #بوعلام_صنصال #فرنسا#