المناضلون السياسيون ليسوا هم خصوم الشباب المحتج
أراهن أن المخزن (الاستخبارات) تسعى للالتفاف على نضالات « جيل زد » وتحريفها وتخويف شبابها من المناضلين السياسيين. وأحذر الشباب المحتج من الوقوع في الفخ الذي وقعت فيه حركة 20 فبراير.
للأسباب التالية ستسعى الاستخبارات بكل ألاعيبها لمحاولة التحكم في احتجاجات جيل Z وتحريفها وتوظيفها:
1- تنامي الاحتجاجات ضد التطبيع والتي وحدت كل فئات الشعب المغربي غير المسيسة مع الإسلاميين بكل تلاوينهم، باستثناء السلفية المدخلية المخزنية المتصهينة، ومع اليساريين بكل تلاوينهم باستثناء يسار صاحب الجلالة بتعبير ادريس لشكر.
2- تزايد الاحتجاجات الاجتماعية المناطقية العفوية، التي انفجرت ضد سياسة « تزويق » المركز وتفقير الهامش. فرغم محاولة أعوان السلطة جعل المحتجين يرددون عاش الملك أكثر من ترديد مطالبهم العادلة، فقد فشلت السلطات في محاصرتهم والحد من احتجاجاتهم، وأصبحت السلطات متخوفة من التقاء احتجاجات « غزة » مع احتجاجات « تازة ».
3- فشل سياسة « الطورشون » التي دأب المخزن على تسخير الحكومات للعبها، بحيث لم تعد تنطلي على المغاربة حكاية: سيدنا خدام والحكومة شفارة. وأصبح المغاربة يعبرون بشجاعة عن أن من يتحمل مسؤولية التطبيع و »التضبيع » والتفقير، هو الحاكم الفعلي: الملك. وقد ظهر ذلك من خلال إخراج الملك من مرضه للقيام بتدشينات لتأكيد هذه الأغنية.
4- تحول بروباغاندا « البسطيلة » و »الزليج » والمروجين لها إلى موضوع للسخرية والتنكيت في مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح الشباب المغربي يقول: نعم لدينا خلاف مع النظام الجزائري، لكنه ليس مسؤولا عن أوضاعنا الاجتماعية والاقتصادية، وليس هو من يبعث من موانئه بواخر الأسلحة إلى الكيان المجرم.
5- لم تعد السلطات تضمن الولاء الأعمى لشباب الألتراس لرجال أعمال فاسدين ولمسؤولي السلطة، لتوظيفهم في امتصاص غضب الشباب المعطل والمجهل، والاستعمال الانتخابوي. فلم يعد « البالون » منفوخا بالريح، بل أصبح محملا بشعارات وأغاني ضد الحݣرة والظلم والتطبيع.
6- انهيار إعلام السلطة وأبواقها في مواقع التواصل الاجتماعي في إقناع الشباب بأن المغرب هو « أجمل بلد في العالم »، وتحول صحافة ومؤثري « الصرف الصحي » إلى مهرجين وأضحوكة، وأصبح الشباب المغربي صحافي نفسه ولا يحتاج إلى من يكتب له أخبار « العام زين ».
7- تحول فناني « المخزن » الذين يتمردون على كل شيء.. على الله وعلى الوطن (باستثناء الملك)، إلى مجرد سلاݣط وطوطوات بلا أخلاق ولا قِيم ولا معنى ولا ذوق، وفشل رهان السلطة عليهم لتضبيع الشباب وجعله يُمجِّد الملك والقرقوبي !!!
8- أصبح شباب العالم في الجامعات الأمريكية والأوروبية، الذين يواجهون رؤساء بلدانهم وعمداء جامعاتهم بالاحتجاج ضد الجرائم الصهيونية وضد تورط حكوماتهم في دعم قتلة الأطفال، أصبحوا ملهمين للشباب المغربي.
9 – أصبح رؤساء دول وحكومات غير عربية وغير مسلمة (مثل جنوب إفريقيا والبرازيل وإسبانيا والبرتغال كولومبيا…) نموذجا للسياسيين الذين يتمنى الشباب المغربي أن يكون لديه مثلهم في المغرب. والمعادل الموضوعي لهؤلاء السياسيين يوجدون في التنظيمات السياسية المغربي (يسارية وإسلامية) ذات المصداقية والتي قدمت شهداء ومعتقلين دفاعا عن حقوق المغاربة وقضاياهم العادلة، ولذلك تكرههم السلطات وتحرض عليهم.
10 – خروج « غسيل » صراع الإجهزة الامنية- الاستخباراتية المغربية وجرائمها للرأي العام، وأصبحت حديث الشباب في مواقع التواصل الاجتماع، خصوصا بعدما اعترف بذلك أحد المطلعين على كواليس المطبخ المخزني، ابن عم الملك الأمير هشام الذي تحدث عن تورط الأجهزة الأمنية في الانتقام من المعارضين بأساليب غير أخلاقية. وكذا بفعل نشر وثائق جبروت التي كشفت -دون رد من أجهزة الأمن- فساد أمنيين كبار كان الشباب يعتقدون أنهم حُماة الوطن.
لكل هذا وغيره، أراهن أن المخزن (أساسا الاستخبارات) تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى اختراق شباب جيل Z والالتفاف على مطالبه المشروعة والحقيقية، وإظهار أن العدو الحقيقي الذي يتربص بالشباب المغربي هم السياسيون المناضلون من اليسار والإسلاميين، وليس السلطة. خصوصا وأن الأجهزة الاستخباراتية نجحت إلى حد كبير في هذا الدور الخبيث مع حركة 20 فبراير.
سليمان الريسوني
المصدر: فيسبوك