Tags: المغرب محمد السادس الإخوة أزعيطر صحيفة لوموند
من مقال نشر في جريدة لوموند الفرنسية اليوم 25 غشت 2025 ، تحدثت فيه عن تدخل عائلة أبو زعيتر في السلطة ، حيث أصبح عمر بوزعيتر هو من يجيب على المكالمات الهاتفية الموجهة للملك ، وقد قاطع أحد الإخوة زعيتر مولاي رشيد ومولاي إسماعيل، شقيق الملك وابن عمه، خلال اجتماع مع محمد السادس، موضحًا لهما بصراحة أن « جلالته » متعب وعليه أخذ قسط من الراحة . كما أنه في أحد الأيام فقد أبو بكر زعيتر كلبه الصغير الذي كان يتنزه معه في إحدى حدائق الرباط. ولم يُعثر على الكلب قط. فطلب أبو بكر زعيتر من عبد اللطيف الحموشي المدير العام لمراقية التراب الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني تعبئة رجاله قصد العثور على كلبه .
يروي المقال بالتفصيل النفوذ المتزايد الذي بدأ يمارسه على الملك أبو بكر زعيتر، بطل فنون القتال المختلطة (MMA) الذي التقى به عام 2018 في حفل بالقصر الملكي تكريماً لإنجازاته على الحلبات الدولية. «لقد كان الأمر أشبه بصدمة وجدانية»، يلخص مقرب من الدائرة الأولى. فقد دعا الملك فوراً البطل للانضمام إليه في صلاة الجمعة.
سرعان ما نشأت علاقة شخصية بين العاهل والملاكم الألماني-المغربي المنحدر من جالية ريفية في كولونيا. ولم يتأخر الأمر حتى انضم إليه شقيقه عثمان، وهو بطل MMA بدوره، إضافة إلى توأم أبي بكر، عمر، الذي يتولى إدارة أعمالهما، فضلاً عن والدهما، إمام مسجد في ألمانيا، والذي سيصبح لاحقاً مؤذناً لمسجد القصر الملكي.
«مع هؤلاء الأصدقاء الجدد، يشعر الملك براحة أكبر،» يضيف مصدر مطّلع على شؤون البلاط. «لقد كان بحاجة إلى طي صفحة ما بعد طلاقه سنة 2018. عائلة زعيتر جلبت له شيئاً من الخفة. معهم، لا يُذكَّر دوماً بالهموم ومتطلبات الحكم. ثم إنهم أعادوه إلى ممارسة الرياضة، وهو أمر أفاده كثيراً.»
مثل هذا القرب سرعان ما أثار الاستياء. فقد صُدمت النخبة المغربية من اختراق هذه الإخوة ذوي الأساليب الصاخبة والسجل الجنائي المثقل في ألمانيا، بحسب صحافة ذلك البلد. يظهر الإخوة زعيتر على شبكات التواصل الاجتماعي إلى جانب محمد السادس، أو تحت صورته، وهم يستعرضون عضلاتهم المنتفخة، وساعاتهم الفاخرة، وسياراتهم اللامعة (فيراري، بنتلي، رولز رويس، إلخ)، وهي هدايا من صديقهم الملكي. بل إن محمداً السادس وضع تحت تصرفهم قصراً من أملاك الدولة الملكية في طنجة، ليقيموا فيه نادياً رياضياً.
والأسوأ، في نظر الحرس القديم، أنهم باتوا يتدخلون في سير دواليب السلطة، ويتحكمون أحياناً في الوصول إلى الملك. فبحسب آخر الأخبار، أصبح عمر زعيتر هو من يرد على المكالمات الموجهة إلى الملك، ويقرر ما إذا كان سيزعجه أم لا وفقاً لحالته الصحية وتعبه. حتى الأمير مولاي رشيد ومولاي إسماعيل، شقيق الملك وابن عمه، قوطعا خلال لقاء مع محمد السادس من قبل أحد الإخوة زعيتر، الذي لم يتردد في إبلاغهما بأن «جلالة الملك» متعب ويجب أن ينسحب. جريمة «مساس بالهيبة الأميرية».
وتتداول أوساط القصر حكاية طريفة: ذات يوم فقد أبو بكر زعيتر كلبه الصغير بينما كان يتنزه به في حديقة بالرباط. لم يُعثر على الحيوان. وبموافقة ملكية، اتصل بعبد اللطيف الحموشي، المدير البارز للشرطة العامة ومدير الأمن الوطني والاستخبارات الداخلية (DGSN-DGST)، آمراً إياه بحشد رجاله للعثور على الكلب. وعلى مضض، اضطر المسؤول الأمني إلى التنفيذ.
لم يكن يلزم أكثر من ذلك كي يقرع حراس المخزن ناقوس الخطر عبر موقع هسبريس الإلكتروني. فقد حذّر الموقع، في يوليوز 2021، من «الأضرار» التي يسببها هؤلاء «الأشخاص المريبون» في «صعودهم إلى قمة السلطة»، واعتبرها «قنابل موقوتة ستنفجر في وجوههم عاجلاً أم آجلاً». وأضاف: «لا ينبغي أن يوجد أمراء آخرون غير أعضاء العائلة الملكية. على أبو [بكر] زعيتر أن يقرأ تاريخ راسبوتين».
لكن التحذيرات لم تجد صدى طالما صدرت عن منابر صحفية، مثل هسبريس أو برلمان، المرتبطة بالدولة العميقة القلقة من تغلغل هؤلاء «الراسبوتين» قرب العاهل. بدا محمد السادس غير مكترث بالإنذار، تاركاً أصدقاءه الجدد يستعرضون قربهم الملكي. أما الإخوة زعيتر، فشعروا بحماية كافية ليتقدموا بدعاوى تشهير ضد صحف ناقدة بشدة، بما فيها برلمان المقرب من الشرطة. وقد قبل وكيل الملك النظر في الشكاية. ومنذ ذلك الحين، لم يُعرف مصيرها، لكن الهجمات الإعلامية توقفت.