Tags: المغرب ,الهاكر جبروت, المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، المديرية العامة للدراسات والتوثيق, عبد اللطيف الحموشي,
تعرض عبد اللطيف الحموشي، الشخصية المحورية في الأجهزة الأمنية المغربية، لواحدة من أسوأ النكسات في مسيرته. فقد تم اختراق بياناته الشخصية والكشف عن ممتلكاته علناً. هذه الصفعة العلنية تثير سؤالاً مزعجاً: كيف يمكن لهذا الرجل، الذي فقد مصداقيته الآن، أن يستمر في ادعاء أنه يجسد أمن المملكة الشريفة؟ تحت قلم إغناسيو سيمبريرو، عنونت صحيفة « إل كونفيدينسيال »: « المغرب: « سيد التنصت » في نظام الحموشي يتعرض للاختراق، وبياناته وممتلكاته تُكشف ».
الصدمة كبيرة: فقد تم فضح الحياة الخاصة لمحمد راجي، 65 عامًا، الرجل الثاني في المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وهي جهاز يجمع بين مكافحة التجسس والشرطة السياسية، على قناة « جباروت » على تطبيق تلغرام.
يُعتبر راجي مهندس اقتناء واستخدام برنامج التجسس بيغاسوس، وقد أشرف على مدار ثلاثة عقود على مراقبة المعارضين والصحفيين، وكذلك المسؤولين الجزائريين والقادة الأوروبيين مثل إيمانويل ماكرون وبيدرو سانشيز.
الاختراق كشف عن وثائق خطيرة: نسخة من بطاقة هويته، وكشوف حساباته المصرفية، وراتبه الشهري (2,378 يورو)، بالإضافة إلى سندات ملكية لوحدات صناعية في بني ملال تُقدر قيمتها بـ 2.86 مليون يورو. بعض الوثائق تشير إلى وجود عمولات سرية حصل عليها أثناء شراء معدات تجسس.
كان راجي المقرب من الحموشي والمكلف مباشرة من قبل الملك محمد السادس، أحد ركائز الجهاز القمعي. بالنسبة للعديد من المراقبين، هذه الكشوفات هي « نصل مغروس في قلب النظام الأمني المغربي » وقد لا تكون سوى الموجة الأولى من التسريبات.
تتراكم الفرضيات: انتقام من عملاء سابقين منشقين (38 حالة مغادرة مؤكدة في 2022-2023)، انتقام من جهاز استخبارات أجنبي استُهدف ببيغاسوس، أو حتى يد مهدي حجوي، النائب السابق للمديرية العامة للدراسات والتوثيق، اللاجئ حالياً في أوروبا.
مهما كان المصدر، فإن الإهانة كاملة. يبدو مصير الحموشي الآن غير مؤكد: فالشخص الذي كان يحلم بأن يكون « صانع الملوك » قد يُبعد بشكل مفاجئ في الأيام القادمة، خاصة مع تدهور صحة محمد السادس الذي يغذي التكهنات حول خلافته.
إغناسيو سيمبريرو، الذي استهدفته بنفسه رسم كاريكاتوري مخزني يتهمه بالتلاعب من قبل الجزائر، رد بسخرية على تويتر: « الجزائر لا تحتاج إلى مثل هذه المناورات المنخفضة. أما المخزن، فعلى العكس، فإنه يعشقها ».
على أي حال، هذه القضية تقوض الرواية المغربية التي تروج لتفوقها المزعوم في مجال مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي. الحموشي، الذي استُهدف بالفعل بشكاوى متعددة تتعلق بالتعذيب والاعتقالات التعسفية، يخرج من هذه الفضيحة مهاناً ومهتزاً ومعزولاً أكثر من أي وقت مضى.
الصحافة المحلية، المرتبطة بالمخزن بقوة قمع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تحاول لملمة الشتات بمدح المزايا المزعومة للمديرية ورئيسها الحموشي. وهذا دليل على أنهم قد تضرروا، ربما ليس بشكل قاتل، ولكن بشكل كبير بسبب هجمات الهاكر « جباروت » وحملته ضد الفساد.