Tags: المغرب محمد السادس ولي العهد الأمير مولاي الحسن
محمد قنديل – مدوّن، ناشط حقوقي وسياسي مغربي مستقل
في الوقت الذي تغرق فيه البلاد في أزمات متلاحقة < إجتماعية، إقتصادية، وأخلاقية > خرج علينا المخزن عبر أجهزته الإعلامية ليتباهى بما وصفه » بترقية ولي العهد مولاي الحسن إلى رتبة كولونيل ماجور في القوات المسلحة الملكية « .
ترقية؟؟ في أي سياق؟؟ على أي أساس؟؟ وبأي مؤهلات؟؟
لكن دعونا لا نُضيع الوقت في الأسئلة الشكلية، لأن الجواب الصريح هو، لا شيء… سوى أنه إبن » الملك « .
من هو هذا » الإبن » أصلًا؟؟
في بلد لا يجرؤ أحد على الحديث عن النسب الحقيقي لما يسمّى » ولي العهد « ، وفي بلد يُمنع فيه نشر أي وثيقة رسمية تتعلق بعقود الزواج أو الولادة للعائلة الملكية، يبقى الحديث عن النسب محظورًا… ومع ذلك، يعرف الجميع أن محمد السادس لم يكن في أي يوم رجل أسرة، ولا والدًا حقيقيًا، ولا حتى زوجًا مستقيمًا.
الحديث عن النسب ليس إشاعة، بل قضية سيادة وطنية.. هل يُعقل أن يُسلّم جيش دولة بأكمله لشخص لا يُعرف من أبوه؟؟ ومن أين جاء؟؟
هل المؤسسة العسكرية تحوّلت إلى دار حضانة ملكية، يُعيَّن على رأسها » الأبناء غير الشرعيين » فقط لأنهم ينتمون للعائلة الحاكمة؟؟
الجيش في خدمة العائلة.. لا في خدمة الوطن
في كل الدول التي تحترم نفسها، المؤسسة العسكرية هي رمز السيادة، والوطنية، والإنضباط، أما في المغرب، فالجيش أُفرغ من مضمونه وتحول إلى ميليشيا فاخرة ببدلات مكوية وأوسمة مزورة، تحت وصاية جنرال الطاعة والخنوع.. الملك نفسه.
نظام الحكم في المغرب لا يؤمن بجيش وطني، بل » بجيش ملكي مخزني » وظيفته ليست الدفاع عن الوطن، بل حماية العرش.
العقيدة القتالية للجيش المغربي اليوم يمكن إختزالها
في جملة واحدة : « فداك روحي يا سيدي وفدى الصهيونية « … لا فداءً للوطن، بل لرجل واحد وعائلته.
الولاء للأشخاص لا للمبادئ
ماذا تعني هذه الترقية تحديدًا؟؟
إنها ليست مجرد رتبة، بل رسالة سياسية من المخزن إلى كل الضباط :
إجتهد أو لا تجتهد، حارب أو لا تحارب، إحترق في الحدود أو مت في التدريب… لا يهم، ما يهم هو النسب، هو القرب من القصر، هو الولاء الأعمى « .
هل يقبل الضباط الأحرار، الصامتون حتى الآن، أن يُقادوا من طرف شاب لم يُثبت نفسه في أي مجال؟؟
هل أصبح الجيش المغربي سوقًا عموميًا تُباع فيه الرتب كما تُباع الخضر في الأسواق؟؟
إلى متى ستظل القيادة العليا للجيش صامتة أمام هذا الإنحراف الذي لا يُطاق؟؟
الجيش المغربي تحت الإحتلال الداخلي
الإحتلال الحقيقي ليس في الصحراء الغربية، ولا في الحدود مع الجزائر، الإحتلال الحقيقي جاثم في الرباط، في قصر الأفاعي، حيث تتحكم عائلة واحدة في مستقبل جيش كامل.
الجيش المغربي اليوم لا يختلف عن مليشيات الطغاة في أمريكا اللاتينية، ولا عن حرّاس العروش في الخليج…
بل ربما أسوأ، لأنه يُقدَّم على أنه » وطني « ، وهو في الواقع خاضع لثلاثي الخراب : ** الملكية، المخزن، والصهيونية السياسية. **
إلى الضباط الصامتين.. إلى متى؟؟
هل أنتم جيش أم حرس شخصي؟؟
هل أنتم أبناء الوطن أم عبيد للقصر؟؟
هل تقبلون أن يقودكم شخص لا يُعرف أصله، لم يدخل ميدان قتال، ولم يحمل سلاحًا يوماً إلا في صور مناسباتية تافهة؟؟
هل ما زال فيكم من يحتفظ بشرف البذلة العسكرية أم أن المخزن سلبكم كل شيء؟؟
لقد آن أوان كلمة حاسمة :
إما أن يكون الجيش للمغاربة، أو فلا معنى لوجوده أصلاً.
ختاما، هذه ليست ترقية… هذه مهزلة
أن يُمنح شخص غير شرعي قيادة مؤسسة بحجم الجيش المغربي، فهذه ليست ترقية بل فضيحة، ليست مفخرة بل إهانة.
ترقية لا تعني القوة، بل تعني أن هذا النظام فقد آخر أوراقه، ولم يعد يخشى شيئًا لأنه يرى في الشعب قطيعًا، وفي الجيش عبيدًا، وفي المغرب مزرعة ملكية تورَّث كما تُورَّث الأراضي.
لكن الشعب لم يمت بعد.
والجيش ليس كله عبيدًا.
والنظام مهما بدا قويًا، فهو أضعف من أن يتحمل شرارة واحدة من الداخل.
المصدر: فيسبوك
.